Saturday, April 19, 2008

أحلام بوهيمية


عام وصلت لم تكوني هناك.
كان منك بقايا
ملتصقة بجدران حنجرتي
تتشبث بصوتي كما لو تمتلكه.
كنت هناك، عيوناً جاهرة،
استوعب كل شيء، بعد سنين،
دائماً خلف الحدث.
كنت أتساءل أين أضعت بسمتي،
و هناك وجدت مدفنها...

أراها الآن،
في الناس يهرعون عبر القطارات،
نظرتي محدقةً خلالهم.
أراها الآن، آخر مرة ضحكت،
ملتصقة كالشعارات إلى الغبار...

إن كنت أمشي مع شبحك
قد لا يكون عادلاً؛ لكن فوق الأدراج،
و المدينة مشروحةٌ في الأسفل
كجثة هائلة على جليدٍ رمادي،
لم استطع حتى أن ابذل دمعة.
أدع عازف الكمان يقطعني عريضاً
من كل سحبةٍ لقوسه؛
كان يعرفها جيداً، تلك الأغنية
التي كلنا ننزف إليها...

ظننت انني خسرته صوتي،
لكنه كان يصبح أجش
حتى ما عدت أتعرف إليه،
كأنني مقلدٌ لنفسي.
لكن التوق للأغاني لا يكل،
كما أمي لا تزل تحاول الرقص كل رأس سنة،
ركبتاها النافرتان تنثنيان تحت كبر روحها.
تتشبصني هناك الرغبة بالغناء
حيث الحمام يطير هرعاً.
تتملكني في منتصف الجملة
بغصة كما الخوف؛
لكنني أوضبها كأشلاءٍ على مسرح الجريمة،
أجرها هنا، مقطعة دامية نيئة،
هنا حيث لا أحدٌ يرى،
لا أحدٌ يسمع، لا أحدٌ يشرئب،
و اطلقها...
(The original poem in English can be found here.
This Arabic text was typed using Yamli.)


No comments: